التعصب باب من خافه شرور كثيرة إذا دخلت إلى الأفكار حولت وظيفتها من دعوة إلى العلم و النور إلى دعوة للسب و القتل ، فمع التعصب يتحفز كل شخص لفكرته بدافع هوى شخصي أو عصبية لجماعة أو مذهب ، و هذا ما نراه في عصرنا بشكل جلي .
وهذا الكتاب يشرح ماهية التعصب و جذوره و آثاره المخيفة على أصحاب كل فكرة و على الأمة بأسرها ، و يبين الكاتب في بحث شائق و علمي مؤصل روافد ذلك التعصب ، و اتجاهاته ، و يبين من جهة أخرى كيف أن الاختلاف أمر قبله القران وقبلته السنة و ظهر بين الصحابة و التابعين بشكل كبير ، دون أن يتعصب أحد لمذهبه ، أو يتهم أحد أخاه ليبرئ نفسه و لينصر فكرته .
و يشرح الكاتب باستفاضة الجوانب التي تسوغ الاختلاف في شريعتنا طالما أنها لم تمس الثوابت لدينا ، و يقدم نماذج للاختلاف في الآراء ، و نصوصاً تؤكد مرونة الشريعة إسلامية و اتساع دائرتها لتقبل أكثر من اجتهاد ووجهة نظر ، و بين أنها في كثير من الحالات تخضع للنقاش و الأخذ و الرد مستشهداً في ذلك بنصوص و بقصص من حياة الصحابة ة التابعين و أئمة لأمة منذ القرن الثاني الهجري و تعاملهم عندما كانوا يختلفون ، و فقه لاختلاف لديهم . فيخرج القارئ بعد الإطلاع على هذا الكتاب على بينة من أمره و برؤية واضحة لقبول الآخر ، و ترك التعصب في أمور الدين حتى يظل ديننا بمرونته بساطته .
|