هذا كتاب «تحفة المودود بأحكام المولود» نقدمه للقارئ الكريم؛ كي يعلم ما أوجبه الله ورسولُه عليه تجاه ولده من رعايته والاهتمام به منذ أن يخرج إلى هذه الحياة الدنيا، وما يجب على الأبوين فعله للمولود، وما كان من أحكام الشريعة في هذا الخصوص. يقول ابن القيم: «فإن الله سبحانه نوع أحكامه على الإنسان من حين خروجه إلى هذه الدار إلى حين يستقر في دار القرار، وقبل ذلك وهو في الظلمات الثلاث كانت أحكامه القدرية جارية عليه ومنتهية إليه، فلما انفصل عن أمه تعلقت به أحكامه الأمرية وكان المخاطب بها الأبوين أو من يقوم مقامهما في تربيته والقيام عليه، فلله سبحانه فيه أحكام قيمه بها ما دام تحت كفالته فهو المطالب بها دونه، حتى إذا بلغ حد التكليف تعلقت به الأحكام وجرت عليه الأقلام... وهذا كتاب قصدنا فيه ذكر أحكام المولود المتعلقة به بعد ولادته ما دام صغيرًا من عقيقته وأحكامها وحلق رأسه وتسميته وختانه وبوله وثقب أذنه، وأحكام تربيته وأطواره من حين كونه نطفة إلى مستقره في الجنة أو النار» ودار الفاروق للاستثمارات الثقافية تسعد بتقديم هذا الكتاب لكل أب ولكل أم ليكون هاديًا في تربية الأبناء وتنشأتهم على الطريق النبوي القويم. |