القرآن الكريم هو المعجزة الأبدية الخالدة، فهو كلام رب العالمين، أنزله بلسان عربي مبين، على خير الأنبياء والمرسلين، وحمله الصحابة والتابعون رضوان الله عليهم أجمعين، فعملوا بمقتضاه، وتلوه على النحو الذي يحبه الله ويرضاه، وتحلوا في تلاوته بالأدب والخشوع، والإنابة والخضوع، وقد تعلموا ذلك من رسول الله ﷺ الذي نزل القرآن على قلبه، فقد تربوا في مجالسه، ورأوا من كمال أدبه وخشوعه في أثناء تلاوة القرآن ما وجب عليهم اتباعه وتطبيقه وحمله إلى من يأتي بعدهم، ولابد لنا من معرفة ما يجب علينا من تلك الآداب والصفات التي حُملت إلينا عن سلفنا الكرام،عن رسول الله ﷺ، والتي تلقاها عن جبريل u، عن رب العزة تبارك وتعالى.
وقد خطر لحجة الإسلام أبي حامد الغزالي أن يجمع هذه الآداب ويودعها في كتاب سمَّاه: «آداب تلاوة القرآن»، وهو من أفضل الكتب التي تناولت هذا الموضوع، فجدير بمن يحب القرآن أن يقتنيه وأن يعمل بما فيه.
ويسر «دار الفاروق للاستثمارات الثقافية» أن تقدم لقرائها الأعزاء هذا الكتاب في طبعة جديدة وقد أضفنا إليها كتابًا مختصرًا مبسطًا في أحكام التجويد مما يحتاج إليه قُرَّاء القرآن الكريم، فقدمناه محفوفًا بالرجاء أن يرزقه الله U القبول، وأن ينفع به ويجزل في المثوبة عليه. |