كان الدكتور علي مصطفى مشرفة؛ أينشتين العرب من خيرة أبناء مصر، ومن أعظم العلماء الذين أضاؤوا صفحات التاريخ المصري والعربي، وكللوه بأكاليل الفخار.
لقد كرس مشرفة حياته للعلم والبحث البنَّاء؛ راجيًا أن يتحقق الحلم، وأن تعود مصر لمجدها الحضاري، وكان أول من دعا لمشروع مصر النووي؛ آملًا أن تمتلك مصر القوة الرادعة، وكم علت صيحاته بضروة الاهتمام بالبحث العلمي، فكان يراه سبيل مجد الأمم حتى لا تُفترس في عصر لا يعترف إلا بقانون القوة.
إن الدكتور علي مصطفى مشرفة شخصية فريدة من نوعها؛ فقد كان مثالًا للعالم المنكب على أبحاثه، المستغرق في الدراسات العلمية حول الذرة والطاقة النووية، وقد احتل من خلال نظرياته وأبحاثه العلمية مكانة كبيرة، ومنزلة عظيمة؛ لا تقل في البحث العلمي الذري عن مكانة ألبرت أينشتين.
وهذا الكتاب يغوص في شخصية هذا الراحل العظيم، ويسبر أغوار هذه الشخصية عبر صفحاته المضيئة.. حيث يتناول الكتاب طفولة مشرفة ونشأته وشبابه، والمراحل التعليمية في حياته، وزواجه وأولاده وحياته الاجتماعية.. ورحلاته.. وما قيل عنه في حياته وبعد رحيله.
وقد ركزت الكاتبة على أفكار الدكتور مشرفة وأبحاثه العلمية، كما أبرزت ميوله السياسية واتجاهه الحزبي.. ولم تهمل الجوانب الأدبية في حياة الدكتور مشرفة، فقد تناولت جانبًا كبيرًا من أدبياته التي امتازت بالرقة والعذوبة، وأوردت كثيرًا من عباراته ذات الأسلوب العربي الرصين.
لقد استطاعت المؤلفة – من خلال هذا الكتاب – أن تقدم صورة جامعة لحياة الدكتور مشرفة العلمية والفكرية؛ من يوم أن استقبلته تربة مصر وليدًا يحبو على أرضها، وحتى اتشحت عليه مصر والعروبة والإسلام شهيدًا حفر اسمه في سجل العلماء المقتولين على جنبات طريق البحث العلمي. |