يدل القرآن الكريم والسنة النبوية على أن الزواج من سنن الله في الأرض، فعليها خُلِق آدم، ومن بعده اتبع أبناؤه سنته، والأزواج سبب وجود الأفراد، ومن الأفراد والأزواج تتألف الأمم والشعوب، فهما حقيقة واحدة ظهرت في صورتين، وروح واحدة انبثت في جسدين، وبناء واحد أقيم بركنين، بل هما حقيقة الإنسانية الكاملة، وكل واحد منهما جزء لها، لو وجد وحده لما وجدت الإنسانية، ولو هدم بناء وحدتهما بعد وجوده لما بقيت لها بقية.
ومن أهم أركان هذه الحياة: سكون كل من الزوجين إلى الآخر، وإن سكون الزوج إلى زوجه وأنس الإنسان بشقيق نفسه وروحه وشريكه في جميع شئون حياته- لمما يذهب بكل اضطراب ويزيل كل وحشة، إذا تحققت الزوجية بكمال معناها.
ومن أجل هذه الأهمية العظيمة للنكاح أو الزواج في الإسلام فقد جعل له الإسلام قواعد وشروطًا، وآدابًا وسننًا، ودعا الناس إلى الالتزام بقواعده والتأدب بآدابه. ويسعى حجة الإسلام الإمام الغزالي في هذا الكتاب «آداب النكاح» إلى تبيين بعض فضل النكاح وبعض آدابه في ضوء الكتاب والسنة النبوية.ويسر «دار الفاروق للاستثمارات الثقافية» أن تقدم لقرائها هذا الكتاب راجين من الله تعالى أن يكون نافعًا ومفيدًا لهم. |