امتلأ العالم بالقنوات الفضائية، وخرج علينا كَمُّ هائل من المذيعين ومقدمي البرامج والنشرات الإخبارية والحوارات على كل شكل ولون.. منهم من هو حسن المظهر.. ومنهم من يجيد تقديم الخبر أو الموجز أو المعلومة، ومنهم من يجيد الحوار والمحادثة.. ولكن يبقى الكثير منهم لا يجيد من ذلك شيئًا على الإطلاق؛ حيث نرى اليوم من مقدمي البرامج من لا يحسن التحدث، ومنهم من يكثر من الأخطاء اللغوية والنحوية، ومنهم من هو سيء المظهر، ومنهم من لا يجيد الحوار أو المناقشة مع ضيفه.. ومنهم من هو ضحل الثقافة ليس عنده أي خلفية علمية عامة، ولا أي رصيد خاص بالموضوع الذي يتحدث فيه..
إن مهنة مقدمي البرامج تتطلب الكثير والكثير.. تتطلب القراءة والثقافة والتعلم.. تتطلب إجادة اللغة والقواعد النحوية.. تتطلب المظهر الجيد والمناسب.. تتطلب اللباقة والفصاحة وسرعة البديهة وحسن الحوار.. تتطلب المخارج السليمة للحروف والكلمات.. تتطلب المهارة في الإشارات والتلميحات.. وغير ذلك كثير مما يجعل مقدمي البرامج التليفزيونية كموسوعات في شتى أنواع العلوم والمعرفة.
وفي هذا الكتاب يتحدث المؤلف عن فن صناعة تقديم البرنامج التليفزيوني، وما يتطلب من التأثير بالصوت والصورة، تلك الصناعة التي تنافس الكلمة، وتبعث برسائل كثيرة بين طيات الكثير من البرامج، وتعيد برمجة الإنسان على مفاهيم جديدة. فما نشاهده على الشاشة هو مجموعة من العناصر الشكلية والتركيبية، تعيد تشكيل الواقع وترتيب الأحداث.
|