امتلأ العالم بالقنوات الفضائية، وخرج علينا كَمُّ هائل من المذيعين ومقدمي البرامج والنشرات الإخبارية والحوارات على كل شكل ولون.. منهم من هو حسن المظهر.. ومنهم من يجيد تقديم الخبر أو الموجز أو المعلومة، ومنهم من يجيد الحوار والمحادثة.. ولكن يبقى الكثير منهم لا يجيد من ذلك شيئًا على الإطلاق؛ حيث نرى اليوم من مقدمي البرامج من لا يحسن التحدث، ومنهم من يكثر من الأخطاء اللغوية والنحوية، ومنهم من هو سيء المظهر، ومنهم من لا يجيد الحوار أو المناقشة مع ضيفه.. ومنهم من هو ضحل الثقافة ليس عنده أي خلفية علمية عامة، ولا أي رصيد خاص بالموضوع الذي يتحدث فيه..
العلم كالنهر؛ تتعدد روافده، وتتداخل مجالاته؛ لتنسج في النهاية حضارة غنية وقوية تتنوع فيها الخدمات، وترقى فيها الأعمال، وتتحسن فيها سبل الحياة؛ إذ لا رُقِيَّ ولا تحسين لأية حياة بغير علم.